العفريت

بواسطة: اداراة الموقع

العفريت في اللغة: هو من جذر كلمة عفر أو (ع ف ر ) وتعني المتشيطن والقوي والداهية والشرير والعنيف والساطي والمُتسلّطن والسليط وغيرها، ويأتي العفريت في القصص المصورة وفي الأنمي برجل كبير عملاق تارة، وبجني تارة، وبشخص قبيح الوجه ذو أنياب وضخم تارة، وفي المصباح السحري تارةً أخرى، “على يقين بأن المصباح السحري والسحر حرام ومن ركائز الشيطان وشركه”.

وكلمة عفريت والله أعلم أنها لقب وليس اسماً، لإن كُلّ من قوي وشطن وتشرر من الجن والإنس والحيوان يُطلق عليه لقب عفريت، وقد ذُكر لفظ كلمة العفريت في القران الكريم في سورة النمل (قال عفريت من الجن) الآية، وهو عفريت من الجن وليس من الإنس، وكان يعمل تحت إمرة سيدنا سليمان عليه السلام، وقيل كان اسمه (كوزن) قال هذا “شعيب الجبائي، ومحمد بن اسحاق، ووهب بن منبه” وقيل أن العفريت هذا بحجم جبل قال هذا “أبو صالح، وهو كاتب الليث بن سعد” وقد كان واثقاً من نفسه، ومن قوته وأمانته، فهو موظف، وقوي، وأمين، وهي صفة الموظف الهامة، حيث أن هذه الصفتين سبق وأن تجلّت في سيدنا موسى عليه السلام، عندما استجاره شيخ مدين، وقد وصفته إحدى بناته بإنه قوي وأمين، وهي نفس صفتين العفريت الآن.
كان المجلس الذي يعقده الملك والنبي سيدنا سليمان عليه السلام ليس مجلساً عادياً، بل كان مجلسه ينعقد بوقت وبنتهي بوقت، وموظفيه خليط من الإنس والجن والطيور والحيوانات، بل كان مجلسه من كبار القوم سواءً كان من الإنس أو الجن، لإنه قالها صراحةً في كتاب الله (قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها) سورة النمل، وكلمة الملأ تعني عَليّة القوم، ووجهاؤهم، وكبراؤهم، والسادة منهم، ومن بين هؤلاء العفريت، فلما سمع مقالة سيدنا سليمان عليه السلام، قال أنا آتيك بعرش ملكة سبأ، وإني عليه قوي وأمين، وحدد المدة التي يستغرقها في جلب العرش له، وقال قبل أن تقوم من مقامك، والمقام هنا أختلف فيه المفسرون فقيل “قال إبن عباس قبل أن تقوم من مجلسك، وقال مجاهد من مقعدك، وقال السدي وغيره: كان يجلس سيدنا سليمان عليه السلام للقضاء والحكومات وللطعام من أول النهار إلى الزوال، وهذه فترة زمنيّة طويلة، سواءً كانت في الصيف أم في الشتاء، وهذه المدة الزمنية قد تسبب مشكلة حيث أنه قد يصل موكب الملكة إلى سيدنا سليمان عليه السلام قبل رجوع العفريت، وهي مدة زمنيّة طويلة، إذ أن سرعة العفريت تقدر ذهابا وإياباً من بيت المقدس إلى سبأ من 8 إلى 14 ساعة تقريباً، فكأنه عليه السلام تباطأ السرعة، فقال الذي عنده علمٌ من الكتاب، (أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) والذي قال هذا القول أختلف العلماء فيه، فقالوا هو آصف بن برخياء وهذا القول قال به بن عباس وقتادة ومحمد بن سحاق والضحاك وغيرهم، وقال مجاهد كان اسمه أسطوم، والله أعلم لكن الذي يعنينا أن سرعته فاقت سرعة العفريت بمراحل، بل إن سرعة الذي عنده علم من الكتاب تقدر بلمح البصر، أي أنها أسرع من سرعة الصوت وسرعة الضوء وأسرع من أي سرعة وصل لها الإنسان، والله أعلم.